الثلاثاء , 19 مارس 2024

مرض الربو أسباب وأعراض وتشخيص المرض وعلاجه

مرض الربو أسباب وأعراض وتشخيص المرض وعلاجه

يعتبر مرض الربو أحد أمراض الجهاز التنفسي المشهورة في الوطن العربي وفي العالم بشكل عام، وهو مرض التهابي مزمن يصيب الشعب الهوائية في الرئتين، ويتميز بتهيج المسالك التنفسية والذي يؤدي إلى تضييق مؤقت محدثًا الأعراض المشهورة لهذا المرض والتي تتمثل في ضيق النفس والسعال والصفير، وتتراوح شدة هذا المرض لدى المصابين به بين الحالات البسيطة نادرة الأعراض وبين الحالات الشديدة التي تحدث معها الأعراض بشكل مستمر.

مرض الربو

وقد يزداد المرض حدةً في بعض الأحيان مُظهرًا ازديادًا خطيرًا في الأعراض وتسمى هذه الحالة نوبة الربو، وللعلم فإن هذا المرض يحدث في مختلف الأعمار ويشتهر في الأطفال، حيث يعد هذا المرض هو أشهر مرض مزمن بين الأطفال، ويبلغ عدد المصابين به -من مختلف الأعمار- 235 مليون نسمة حيث إن 80% من الحالات تحدث في المجتمعات الفقيرة.

اسباب مرض الربو

أسباب مرض الربو:

لا يمكن القول بأن هناك سببًا مباشرًا لحدوث مرض الربو ولكن الأقوال العلمية تفترض أن هذا المرض يحدث بسبب خليط من العوامل الوراثية والبيئية المحيطة ومما هو أكيد بالنسبة لهذا المرض هو أن يحدث بشكل عام بسبب التعرض لعامل مهيج حيث يسبب هذا العامل تفاعلَ حساسيةٍ في الشعب الهوائية وبالتالي تضيق هذه الشعب ويزداد إفراز المواد المخاطية بداخلها مظهرةً الأعراض الخاصة بهذا المرض ومن جملة هذه المهيجات:

الغبار والنشاط الرياضي والهواء البارد والملوثات الهوائية كالدخان وبعض أنواع الأدوية وحدوث أي توتر عاطفي وبعض أنواع الطعام كالفواكه المجففة والجمبري. وبالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من عوامل الخطر التي تزيد من نسبة حدوث المرض وتتمثل في‌‌‌:

  • وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بهذا المرض.
  • الإصابة بأي مرض حساسية آخر كمرض التهاب الأنف التحسسي.
  • أن يكون الشخص بدينًا أو مدخنًا.
  • أن يكون المريض عاملًا في المجالات التي تُعرض الشخص للمواد الكيميائية المهيجة كالزراعة والحلاقة والتصنيع.

علاج مرض الربو

أعراض مرض الربو:

تتلخص أعراض مرض الربو في ضيق التنفس والسعال والصفير وكما تم التنويه إليه فإن هذه الأعراض ليست متماثلة في كل المرضى وإنما تختلف في شدتها وعدد مرات حدوثها وقد يزداد سوء هذه الأعراض عند القيام بأي نشاط بدني أو قد تزداد في بعض الأوقات كالليل، وفي بعض الأحيان قد تحدث حالة شديدة تسمى نوبة الربو وهي حالة تتميز بحدة شديدة لأعراض مرض الربو حيث يزداد فيها السعال والصفير وضيق النفس إلى الحد الذي يمنع المريض من التكلم والأكل والنوم، وتعتبر هذه الحالة قاتلة ولكنها قابلة للمنع والعلاج بسهولة إذا تم تطبيق الإجراء العلاجي بسرعة.

تشخيص مرض الربو

تشخيص مرض الربو:

يتم تشخيص مرض الربو بوساطة فحوصات وظائف الرئة وهي مجموعة من الاختبارات التي تستخدم لتشخيص أمراض الرئة ومتابعة الحالات التي يتم علاجها ومن جملة هذه الاختبارات ما يأتي:

قياس التنفس: يتم استخدام جهاز مقياس التنفس SPIROMETER لقياس حجم ومعدل سرعة الهواء الخارج من الرئتين، وبالتالي يتم تحديد درجة الانسداد الموجودة لدى المريض. في بعض الأحيان يقوم المريض “قبل الفحص” بإستنشاق دواء موسع للشعب الهوائية مثل الألبيتيرول Albuterol بحيث يحدث ذلك تحسنًا في الشعب الهوائية وفي قراءة الجهاز.

قياس كمية أكسيد النيتريك المنبعثة: يعتبر أكسيد النيتريك Nitric Oxide مؤشرًا على وجود مرض التهابي في أي نسيج في الجسم، فالكشف عن أكسيد النيتريك في الزفير يدل على وجود مرض التهابي في الرئة وهذا يساعد في تشخيص الربو، ويتم استخدام آلة خاصة يتم النفخ فيها ومن ثم تحليل النتائج.

اختبار تهييج الشعيبات الهوائية: يُلجأ إلى هذا الفحص عند الشك في الإصابة بمرض الربو مع عدم قدرة الفحصين السابقين على تشخيص حالة الربو، ويتم من خلاله استنشاق مادة مهيجة للشعب الهوائية بحيث تماثل آلية حدوث مرض الربو ويعتبر الميثاكولين Methacholine المادة المميزة في هذا الفحص، في حال وجود مرض الربو تتضيق الشعب الهوائية ويتم فحص وظائف الرئة حيث يكشف فحص الوظائف قصورًا في وظائف الرئة، وبعد الانتهاء من فحص الرئة يستنشق المريض دواءً موسعًا للشعب الهوائية لتخفيف الأعراض.

مرض الربو
التبخيرة Nebulizer التي تستخدم في علاج مرض الربو

علاج مرض الربو:

يقوم مبدأ علاج الربو على استنشاق مواد تعمل على توسيع الشعب الهوائية وتمنع حدوث تفاعل الحساسية الذي يسبب الأعراض المشهورة للربو حيث يتم استنشاق هذه المواد باستخدام أدوات محددة كالبخاخة Inhaler أو التبخيرة Nebulizer وقد يتم استعمال هذه المواد على شكل أقراص إلا أنها تتسبب بأعراض جانبية أكثر. وتتم استراتيجية علاج الربو على مبدأين:

علاج الربو اللحظي أو قصير المدى:

يمكن للمريض استعمال مثل هذه الأنواع من الادوية لعلاج فوري للأعراض الحادة التي تنتج عن مرض الربو، حيث إن هذه الأدوية تعمل على ارتخاء العضلات التي تحيط بالشعيبات الهوائية مما يؤدي إلى توسعها وتخفيف الأعراض بصورة لحظية، ويجب التنويه أنه عند زيادة استعمال مثل هذه الأدوية لأكثر من مرتين أسبوعيًا يتوجب على المريض الذهاب للطبيب لوضع خطة علاجية مناسبة له.

وتنحصر أمثلة هذه الأدوية فيما يأتي:

  • مماثلات بيتا قصيرة المفعول SABA’s حيث تعمل على استرخاء العضلات حول الشعب الهوائية وتعتبر الخيار الأول في العلاج قصير المدى لمرض الربو.
  • مضادات الكولين Anticholinergic حيث إنها بالإضافة إلى كونها تعمل على استرخاء العضلات أيضًا تقوم بتخفيف إفراز المخاط.
    الجمع بين هذين العلاجين في بعض الحالات المستعصية واستعمالهما في البخاخات والتبخيرات.

علاج الربو طويل المدى:

يمكن للمريض استعمال مثل هذه الأنواع من الادوية لعلاج مطول لحالات الربو وخصوصًا الشديد منها حيث إنها تقوم بوظيفة الوقاية والمنع ضد حدوث أي أعراض أو مضاعفات مستقبلية، ومن أمثلة هذه العلاجات:

الستيرويدات المستنشقة: حيث تعتبر هذه الأدوية الخيار الأول في العلاج طويل الأمد لمرض الربو ويقوم مبدأ عملها على منع وتخفيف تضخم الشعيبات ومنع إفرازها للمخاط المؤدي إلى انسداد الشعيبات.

مماثلات بيتا طويلة المفعول LABA’s: تماثل في عملها المماثلات قصيرة المفعول SABA’s إلا أنها تستغرق وقتًا أطول لإحداث التأثير ولا يمكن أن توصف لوحدها وإنما عن طريق إضافتها للستيرويدات المستنشقة.

التركيبات البيولوجية: مواد ذات تخصصية عالية تقوم بإبطال عمل أحد البروتينات وبالتالي إيقاف العملية لالتهابية بحيث تمنع ظهور الأعراض وحدوث المرض وتعطى على شكل دفعات وريدية وهي غالية الثمن لا يمكن وصفها إلا في حال عدم استجابة الجسم للأدوية الأخرى.
معدِّلات اللوكوترين: توصف على شكل أقراص أو سوائل ويقوم مبدأ عملها على منع وتخفيف تضخم الشعيبات وإرخاء العضلات المحيطة بالشعيبات.

المصادر الطبية للموضوع:
Asthma المعهد الوطني للقلب والرئة والدم
Asthma منظمة الصحة العالمية